ملخص المقال
المشروع النووي الإسرائيلي قام بدعم فرنسي وبدأ في ديمونة جنوب إسرائيل منذ العام 1956
إسرائيل المشروع النووي وأبعاده
كتب : عادل صديق
المشروع النووي الإسرائيلي والذي قام بدعم فرنسي وبدأ في ديمونة جنوب إسرائيل منذ العام 1956والذي أعلنت عنه بعض الجهات الاستخباراتية منذ حقبة الستينات وقد وصل إنتاجه من 150 ـ 200 رأس نووي ! رغم ما يغلف المشروع من الكتمان الشديد أو ما يطلق عليه"الغموض النووي".
دخلت أطراف أخرى على الخط مثل الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثين جون كيندي الرئيس الكاثوليكي الوحيد ضمن رؤساء الولايات المتحدة والذي أدرك طموحات إسرائيل النووية التي لا تقف عند حد، وتوابع ذلك في منطقة بالغة الحساسية ، لقد وضعت إدارات كنيدي ـ وأعقبتها إدارة جونسون ـ مخططاً معقداً لمراقبة مفاعل ديمونة سنوياً, وذلك للتحقق من أن إسرائيل لن تطوِّر أسلحة نووية. لكن الإسرائيليين كانوا بارعين في إخفاء نشاطاتهم لقد ذهب فريق التفتيش، وتم تضليله أو رشوته، أو الضغط عليه. ويبدو أن الرئيس لم يدرك أن إسرائيل لديها أصابع خفية وأذرع طويلة ممتدة قادرة على اتخاذ أي إجراء يهدد إرادتها، أو يحبط مخططاتها.
اغتيال كينيدي
قتل عندما كان في زيارة رسمية لمدينة دلاس في22نوفمبر، 1963وذلك بإطلاق الرصاص عليه وهو مار في الشارع بسيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين كينيدي كما كان يرافقه في نفس السيارة حاكم ولاية تكساس جون كونالي الذي أصيب في الحادث.
وتثار شكوك ترجح أن اغتياله كان بإيعاز إسرائيلي خاصة بعد إصراره على تفتيش مفاعل ديمونة الإسرائيلي والتأكد ما إذا كان يحتوى على قنابل ذرية أم لا.
أدين لي هارفي اوسولد بارتكاب الجريمة، وقد قُتل هارفي بعد يومين على يد اليهودي جاك روبي وذلك قبل انعقاد المحكمة، وقد توفي روبي في فيما بعد عقب إصابته بسرطان الرئة بشكل اعتبره البعض مريبًا وذلك قبل إعادة محاكمته هو الآخر. وقد توصلت لجنة وارن عقب التحقيق إلى أن أوسولد قام بعملية الاغتيال منفردًا، بينما توصلت لجنة أخرى إلى أن هناك احتمال وجود مؤامرة. وقد بقيت عملية الاغتيال مثار جدل على الدوام. وما تزال تثار شكوك بأن لوكالة المخابرات الأمريكية سي .آي .إيه (CIA) أو لجهاز استخبارات الاتحاد السوفييتي السابق (كي جي بي) يد في مقتله
أمن إسرائيل أولا
ويأتي ليندون بينيس جونسون الرئيس السادس والثلاثين للولايات المتحدة من (1963- 1969). الذي استمر على وتيرة كيندي في التفتيش على المشروع النووي الإسرائيلي وفي نهايات 1966, توصلت إسرائيل إلى امتلاك القدرة النووية مع أنها قررت ألا تقوم بتجربة ذرّية على أرضها، ووضعت أمريكا أمام الأمر الواقع.
سعت أمريكا إلى بحث أمن إسرائيل وحمايتها من بحر متلاطم من "العرب الأعداء البرابرة" الذين يتربصون بها الدوائر، وعندما زار ليفي أشكول, رئيس وزراء إسرائيل, الرئيس ليندون جونسن في كانون الثاني 1968, كان رأي الإدارة الرسمي, انه بالرغم من تطور قوة القدرة النووية الإسرائيلية, فهي لم تضع برنامجاً لإنتاج الأسلحة النووية، وقد ظهر هذا التقييم في الأشهر اللاحقة، ويدخل المشروع في كتمان شديد ساهمت فيه كل أجهزة الدولة .
لم يتعد الصراع حول النووي الإسرائيلي دهاليز السياسة، أو بالونات الاختبار لقياس ردود الأفعال ليظل "الغموض النووي" يخيم على المشروع الإسرائيلي، وبعض دوائر الاستخبارات العاملة في المنطقة.
فعنونو يكشف المستور
كان فضح "صنداي تايمز" البريطانية من للمشروع بنشر معلومات دقيقة على لسان مهندس الكهرباء الإسرائيلي مردخاي فعنونو في 5 أكتوبر 1986 استطاع فعنونو تهريبها عن المشروع النووي الإسرائيلي، ويعد الاستفزاز الإسرائيلي بتهديدها بضرب المفاعل النووي الإيراني مما دفع قائد قوات «"الحرس الثوري" الإيراني اللواء محمد علي جعفري أن يتوعد بتدمير المنشآت النووية الإسرائيلية إذا اعتدت إسرائيل على إيران.
ولكن أن يسعى آخرون إلى الانتساب عنوة إلى النادي النووي ، وأن يزجوا بأنفسهم في عالم الكبار فهذه المشكلة ، فالكبار راشدون ولو قاموا بالاستخدام النووي لإفناء دول، أو على نطاق محدود باستخدام قذائف اليورانيوم المنضب في البلقان والعراق وأفغانستان وغيرها من البلدان التي تعرضت لصف أمريكي أو أممي تقوده أمريكا أو الدول التي بينها وبين أمريكا اتفاقيات تسليح ، ونضرب مثلا باستخدام اليورانيوم في حرب البلقان، حيث كانت له آثار وخيمة على البنية الطبيعية في البلاد، وبموجب تقرير أممي لا يتطرق إليه الشك .
اليورانيوم المنضب يلوث البوسنة
حيث أعلن في 25مارس 2003 في إحصاءات بيئية ولأول مرة ،وبشهادة من تقرير فريق بحث الأمم المتحدة قد أكدت الشهادة أن اليورانيوم المنضب من الأسلحة التي تم استخدامها في البوسنة والهرسك في عامي 1994 و 1995 وقد تسببت تسبب في تلوث الإمدادات المحلية من مياه الشرب ، ولا تزال موجودة في الغبار الجسيمات العالقة في الهواء.
هذا اليورانيوم المنضب من مكونات القذائف التي تم استخدامها في اختراق الدروع وتواجد الملوثات باليورانيوم المنضب أدى إلى تلوث المياه الجوفية
وكذلك العراق و أفغانستان التي قصفت أشباح القاعدة أو أوهام وجود أسلحة ميكروبية ، أوكيماوية التي تبين بعد خراب العراق أنها كانت خالية من الأسلحة الموهومة.
ومن المعروف أن آثار استخدام القذائف النووية لم يعد قاصرا على الدول التي قصفت مباشرة بتلك القذائف القذرة بلت تعدتها إلى الدول الغربية نفسها، يبدو أن الطقس سيسهم في نقل الموت إلى الدول التي تحالفت في ضرب الدول الضعيفة بغير وجه حق ، أو بحق على سبيل الظن، كأن مواطني هذه الدول المستضعفة فئران تجارب.
إن نتائج هذه الدراسة مرة أخرى تؤكد على أهمية تنظيف واتخاذ التدابير الملائمة للحماية المدنية في حالة ما بعد الصراع" ، وقال بيكا هافيستو، ورئيس لجنة الأمم المتحدة للبيئة المشاريع اليورانيوم المنضب . "نتمنى أن يكون هذا العمل سوف يلعب دورا في حماية صحة الإنسان والبيئة في حالة مؤسفة من الصراعات في المستقبل.
الرياح تنقل الغبار النووي
في عددها الصادر في مارس 2006 أي منذ ثلاث سنوات نشرت صحيفة "الصنداي تايمز" تقريراً خطيراً عن نسبة التلوث الإشعاعي في الأجواء البريطانية كتبه عالمان من كبار الخبراء في الإشعاع في بريطانيا هما الدكتور كريس باسبي، المستشار الرسمي للحكومة البريطانية والمجموعة الأوروبية، والبروفيسور ساويرس مورجان. والتقرير ينذر بكارثة إذا لم يتحرك العالم لمواجهتها فإنه سيسقط ضحيتها الكثيرون ، وذلك على أثر استخدام القذائف المضادة للدروع وتحتوي على اليورانيوم المنضب !.
لم يذكر التقرير مقدار المخاطر التي تكبدتها العراق، ولا حرب المصالح ومحاولات السيطرة ـ من قبل التحالف الدنس ـ على منابع النفط مهما كان الثمن والضحايا من أبناء الشعب العراقي على أيدي الاحتلال الأميركي وأذنابه من الميليشيات المسلحة إلى أكثر من مليون إنسان قتلو أ وبأي ذنب قتلوا، وملايين رهن للقتل البطيء الصامت، بأثر الإشعاع والسموم من أثر القذائف التي كانت تصب على أرض العراق وكل هاجس التقرير في عنوانه الذي يحمل تساؤلا طويلا : "هل استخدام اليورانيوم المنضب في الحرب ضد العراق أدى إلى تلويث الأجواء الأوروبية؟".
فنسبة اليورانيوم المنضب في أجواء بريطانيا والتي تثير الرعب ارتفعت إلى أربعة أضعاف في الآونة الأخيرة، إلى درجة أن مؤسسة الأسلحة النووية، ومؤسسة "ألدرماستون" وجهتا تحذيرات للحكومة البريطانية بهذا الخصوص في أكثر من مناسبة. ويرجع التقرير ارتفاع نسبة التلوث إلى “التيارات الهوائية التي تهب على بريطانيا من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، حيث استخدمت القوات الأمريكية "اليورانيوم المنضب" في حربها في أفغانستان، وخصوصا في تورا بورا، وفي العراق، إضافة إلى استخدامه في الماضي في البلقان.
ويلاحظ التقرير أن النسبة بدأت بالارتفاع بشكل ينذر بالخطر مع بداية غزو العراق، ولذلك أقدمت الحكومة البريطانية قبل ما يزيد على السنتين على إنشاء مؤسسة لمتابعة نشاط نسبة التلوث بشكل دوري، أطلقت عليها اسم "ألدرماستون".
ونذكر أن مخاوف إسرائيل كبيرة من أثر استخدام السلاح النووي ، لذا خاضت العديد من الحروب في المنطقة ، ولم تحاول أن تدخل الخيار النووي في حساباتها ، لأنها ستكون من أوائل المتضررين من استخدامه ، ولتجدنهم أحرص الناس على حياة .
ووقعت الكارثة
كشف البروفيسور كاتاسومو ياكاساكي، من جامعة ريوكوس في أوكيناوا اليابان ، عن أن القوات الأمريكية، منذ العام ،1991 ضخت في أجواء العالم من الإشعاع ما يعادل الإشعاعات التي تطلقها 400 ألف قنبلة نووية من النوع الذي ألقي على مدينتي هيروشيما وناجازاكي عام 1945عقب إلقاء أمريكا القنابل النووية على الآمنين في هيروشيما وناجازاكي في 6 اغسطس من عام 1945، حيث استخدمت الولايات المتحدة على نطاق واسع ، الأسلحة النووية ضد المدينتين اليابانيتين، كانت هذه القنبلة الذرية البدائية تعادل 20.000 طن من مادة تي ان تي، فقبل قبل نهاية الحرب العالمية الثانية..
وللتذكير فقط نورد شهادة اليابانيين الذين كتب لهم العيش عقب وقوع الكارثة وقد وصفوها بقولهم:
"فجاه ظهر بالسماء ضياء شديد تبعته موجه من الحرارة الخانقة ورياح عاصفة تجتاح كل ما تجده أمامها ،احترق آلاف الناس الذين كانوا يسيرون بالشوارع أو يجلسون بالحدائق وكل ما كان موجود من مبان ومصانع سحقت سحقا وتمت إبادته إبادة تامة انهار كل شي في دائرة قطرها 10 كيلو مترا، والذين كتبت لهم النجاة ظهرت عليهم أمراض غريبة مثل القيء والإسهال وهؤلاء ما لبثوا أن قضوا من شده الألم ...
بعد ثلاثة أيام ألقيت القنبلة الثانية على نجازاكي وذهب ضحيتها 37 الفا و884 يابانيا بالإضافة إلى 600 ألف مابين مفقود وجريح ..
ومن المفارقات أن الدول الكبرى التي كانت تجري تجاربها على فئران تجارب بشرية هم سكان المستعمرات، أو على مناطق نفي إليها المعارضون .
ونعود إلى التساؤل: على من ينفذ القرار الدولي؟، وعلى من توقع العقوبات الاقتصادية وغيرها ؟.
التعليقات
إرسال تعليقك